لم يكن المصريون قبل ثورة يناير يتعاطون السياسة لم يكن نصفهم يعرفون معنى اسم “الإخوان المسلمون” ولم يعرف أكثر من ٥٪ منهم طريق صناديق الانتخابات.
لكن هذا تغير كثيرًا وصارت السياسة مختلطة بالخبز الذي نأكله وربما تنام معنا في الفراش بيننا وبين زوجاتنا.
لهذا كان لابد لها أن تؤثر على شلة “سهر الليالي” التي امتدت صداقتهم لما يزيد عن ٣٠ عامًا بحساب أن الفيلم صدر قبل ١٥ عامًا.
كانت علاقة جيهان فاضل “الثورجية” ستنتهي للأبد بأحمد هارون “الفلول” وسوف تعود لزوجها ابن الناس الكويسين الثائر خالد أبو النجا، كذلك ستتحسن جدا علاقة علا غانم “الفلول ” بزوجها شريف منير “الفلول” أيضا لكنهما سيقطعا علاقتهما للأبد بخالد وجيهان، وربما كان شريف منير هو مهندس الصوت الذي يسجل أغنية “تسلم الأيادي”.
على الجانب الآخر كانت حنان ترك “إخوانية” الهوى ستنفصل عن زوجها “المحايد ” أحمد حلمي بعد أحداث رابعة، لأنه سيؤيد الدولة بينما تتهمها هي، وغالبا ستقطع علاقتها بالشلة كلها، ربما يسافر للعمل في الخليج بعد طرده من المصنع بينما تفتح هي خطا لانتاج “العبايات” وتنشر دعايتها عبر فيس بوك وحجاب بعض الفنانات.
أما فتحي عبد الوهاب “النسوانجي” أو “الثائر” الذي شعر باليأس وتفرغ للعمل فكان غالبًا سيواصل محاولاته النسائية غارقًا فيها لتعويض فشل الثورة وتعاني زوجته منى زكي من هذا لكنها تبقى “محايدة” تماما كالسياسة.
كانت السياسة ستنهي علاقة قوية لثمان أصدقاء سويًا علاقة عاشت لسنوات وكذلك ستنهي علاقات زواج.
هكذا فعلت فينا السنوات الماضية، فراجعوا أنفسكم واستعيدوا أصدقائكم وأرواحكم فالحياة أثبتت في كل لحظة أنها لا تستحق وأن العمر أقصر من إضاعته في العبث.
أسامة الشاذلي
روائي وكاتب وناقد مصري تخرج من الكلية الحربية عام 1994 وظل بالخدمة حتى استقالته في يناير 2005، ليتفرغ بعدها لدراسة النقد السينمائي والكتابة، قام الشاذلي بتأسيس مواقع إلكترونية متخصصة في المحتوى النوعي “دائم الخضرة” مثل “كسرة – المولد – الميزان” إضافة إلى المشاركة في تأسيس موقع السينما دوت كوم، وكتب مقالات في كثير من المؤسسات الصحفية، إضافة إلى إنتاجه الأدبي حيث كتب ٨ روايات ومجموعتين قصصيتين، ولأسامة الشاذلي تجربة في كتابة الشعر الغنائي إلى جانب تحريره وإعداده أعمال إذاعية وبرامج تلفزيونية، إضافة لإنتاج وصناعة أفلام وثائقية.