يبدو غير منطقيًا للغاية أن يصدق أحدهم العدو الصهيوني في أي شيء أنت تصدق قتلة الأطفال من يهدمون البيوت ويخرجون ليتحدثون عن السلام من قتلوا الأسرى المصريين في ٦٧، من ينكرون كل هذا أنت قررت أن تصدقهم فقط في حرب أكتوبر ٧٣ تلك الحرب التي لم ينتصروا بعدها أبداً، أسطورة يوم كيبور التي تقلق مضاجعهم.. تعالي سويا نرد على مزاعم إسرائيل في كبسولات
الكبسولة الأولى
يخبروك بأنهم كانوا على بعد ١٠٠ كم من القاهرة، يبدو هذا مضحكًا للغاية، لقد فشلت فرقكم الثلاثة في دخول مدينة السويس وكبدتها المقاومة الشعبية المطعمة بفصائل مشاة خسائر رهيبة ظللتم طوال مفاوضات الكيلو ١٠١ تطالبون فيها بإعادة رفاة الموتى من جثث جنودكم وضباطكم، أنت فشلتم في دخول السويس وفشلتم في الاقتراب من الإسماعيلية، لكنكم تزعمون أنكم كنتم قادرون على دخول القاهرة.
هل تصدق هذا عزيزي القاريء.. هل هناك “بجاحة” أكثر من تلك.
الكبسولة الثانية
تعرض الفريق سعد الدين الشاذلي للظلم، لا خلاف حول ذلك، لكن هذا الظلم ليس مبررًا لتحويل حرب أكتوبر لنصر شخصي لسيادة الفريق الذي شغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة لدرجة أن يخرج إبراهيم عيسى الذي يقدس عبادة الفرد مؤخرًا في نجوم” إف إم” ليتحدث عن تفاصيل الخطة التي وضعها الشاذلي ومن ضمنها قياس قدرة جندي المشاة على حمل أوزان في سذاجة مبهرة تدل على الجهل فقط لا غير
يستطيع “الشاذلي” أن يضع خطة للفوز في مباراة شطرنج، لكن في حرب مثل أكتوبر شارك أكثر من ١٠٠٠ شخص في وضع الخطة، أضافوا جديدا يوما بعد يوم، شارك ناصر وفوزي وعبد المنعم رياض في صناعة حائط الصواريخ، شارك السادات في صناعة خطة الخداع الاستراتيجي، وضع الفريق الماحي خطة الضربة المدفعية بمشاركة صبري أبو طالب وأبو غزالة، وضع مبارك خطة الضربة الجوية، بمساعدة عشرات من الضباط من مختلف الرتب حتى أن أزمة الشفرة حلها مجند نوبي باستخدام الللغة النوبية والساتر الترابي حل مشكلته اللواء باقي يوسف، ورغم هذا يصرون أن ينسبوا النصر للشاذلي متجاهلين عن عمد مذكرا المستشار النحيب محمد عبد الغني الجمسي الأكثر صدقا في كل ما كتب عن أكتوبر
نعم كذب الشاذلي لأنه مكلوم، ولم يدون الحقيقة كاملة وليس معنى أنه ظلم أن نصدق كل ما قال.
الكبسولة الثالثة
لم يكن هناك قائدًا لخط الجمبري.. عبارة كتبتها خلايا الإخوان على السوشيال ميديا بجهل شديد، لا يعرفون أن نابليون قال قبل أكثر من ٢٠٠ عام أن الجيوش تمشي على بطونها، وأن هيئة الإمداد والتموين للقوات المسلحة شغلها الشاغل وخطة عملياتها هي توفير الغذاء للجيش كي يتمكن من تحقيق مهمامه، ليس الغذاء فقط بل الوقود ومركبات النقل وغيرها من الشئون الإدارية وأن دور الضابط المسؤول عن تغذية الجيش لا يقل عن هذا الذي يحمل سلاحا ويقاتل في المعركة
أخر كبسولة
خط بارليف ليس هو الساتر الرملي الذي أزاحته المياه، خط بارليف هو أحد أعظم الموانع عبر تاريخ الحروب وكان الساتر الترابي جزءً بسيطًا منه، سمي الخط بذلك الإسم نسبة الي حاييم بارلڤ القائد العسكري الإسرائيلي ، وقد تكلف بناؤه حوالي 500 مليون دولار. إسحق تشوڤا كان المقاول الذي قام بإنشاء خط بارلڤ.
تميز خط بارلف بساتر الترابى ذو إرتفاع كبير (من 20 الي 22 متر) وانحدار بزاوية 45 درجة علي الجانب المواجه للقناة ، كما تميز بوجود 20 نقطة حصينة تسمى دشم علي مسافات تتراوح من 10 الي 12 كم وفي كل نقطة حوالي 15 جندي تنحصر مسؤليتهم علي الإبلاغ عن أي محاولة لعبور القناة و توجية المدفعية الي مكان القوات التي تحاول العبور. كما كانت عليه مصاطب ثابتة للدبابات ،
بحيث تكون لها نقاط ثابتة للقصف في حالة استدعائها في حالات الطوارئ. كما كان في قاعدته أنابيب تصب في قناة السويس لإشعال سطح القناة بالزيت المضغوط في حال حاولت القوات العبور، ولكن قبل العبور قامت القوات الخاصة بسد تلك الأنابيت تمهيداً لعبور القوات.
روجت إسرائيل طويلا لهذا الخط علي أنة مستحيل العبور وأنه يستطيع إبادة الجيش المصري إذا ما حاول عبور قناة السويس ، كما أدعت أنه أقوى من خط ماجينو الذي بناه الفرنسيون في الحرب العالمية.
أخيرا
في النهاية لدي سؤال واحد لكل شخص قرر بمحض إرادته أن يصدق الآلة الإعلامية الصهيونية
منذ متى تنازلت إسرائيل عن أرض وضعت يدها عليها وهي منتصرة، لم ينسحب الصهاينة أبدا سوى من سيناء وبعدها جنوب لبنان بعد خسارة فادحة
عزيزي المصدق الكيان الصهيوني لم يكن يرغب عام ٦٧ في احتلال سيناء لكنه عندما وجد الطريق مفتوحا بعد انسحاب عبد الحكيم عامر انطلق حتى أوقفته قناة السويس فكيف تصدق أنه توقف ولم يقتحم القاهرة أو حتى دمشق وهو قادر على هذا
“شوية عقل الله لا يسيئك”
أسامة الشاذلي
روائي وكاتب وناقد مصري تخرج من الكلية الحربية عام 1994 وظل بالخدمة حتى استقالته في يناير 2005، ليتفرغ بعدها لدراسة النقد السينمائي والكتابة، قام الشاذلي بتأسيس مواقع إلكترونية متخصصة في المحتوى النوعي “دائم الخضرة” مثل “كسرة – المولد – الميزان” إضافة إلى المشاركة في تأسيس موقع السينما دوت كوم، وكتب مقالات في كثير من المؤسسات الصحفية، إضافة إلى إنتاجه الأدبي حيث كتب ٨ روايات ومجموعتين قصصيتين، ولأسامة الشاذلي تجربة في كتابة الشعر الغنائي إلى جانب تحريره وإعداده أعمال إذاعية وبرامج تلفزيونية، إضافة لإنتاج وصناعة أفلام وثائقية.